ماذا بعد الاعتراف لقاء وطني جامع احتضنته جامعة فلسطين بحضور كافة القوى والفصائل
نظمت كلية الإعلام بجامعة فلسطين ندوة ثقافية بعنوان " ماذا بعد الاعتراف " وذلك بحضور كافة قوى العمل الوطني والإسلامي وبمشاركة شخصيات قانونية ودينية ، وذكرت اللجنة المنظمة للندوة أن اللقاء الوطني الذي استمر ما يقارب الثلاث ساعات رسم حالة واقعية للمصالحة الوطنية وأرسي معالم مرحلة يتلهف الشارع الفلسطيني للوصول إليها.
وقد أكد ممثلو الفصائل والمتحدثون القانونيون في بيانهم الختامي على دعمهم الكامل للرئيس محمود عباس في مواجهة الضغوط الدولية والمالية والممارسات الإسرائيلية مشيرين إلى أن القرار الدولي بالاعتراف بفلسطين دولة بصفة مراقب خطوة مهمة على طريق انجاز الدولة المستقلة وعاصمتها القدس مؤكدين على ضرورة التزام الدول العربية بتعهداتها لتوفير شبكة أمان مالية .
ورحب رئيس الجامعة في بداية الندوة الدكتور سالم صباح رحب بالحضور، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف جاء بعد الانتصار العسكري في غزة ليكتمل هذا الانتصار بقرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية. بدوره أدار الدكتور حسين أبو شنب عميد كلية الإعلام والاتصال الندوة وطرح عدة تساؤلات حول كيفية مواجهة تحديات مرحلة ما بعد الاعتراف ، والخطوات التالية والدور الفلسطيني المرتقب على كافة المستويات .
من جهته اعتبر الدكتور احمد يوسف ممثل حركة "حماس" أن حصول فلسطين على عضو مراقب في الأمم المتحدة هي خطوة رمزية جيدة جاءت بعد الانجاز على العسكري على الأرض. موضحا أن الشعب الفلسطيني يتساءل الآن عن المطلوب من السياسيين. وقال: "يجب أن ننجز ملف المصالحة حتى نستفيد من هذا الملف ، ومطلوب أن يكون هناك شراكة سياسية."
وأشار يوسف إلى الربيع العربي ، وقال:"اليوم وفي ظل هذه الظروف يمكن أن تعمل الأمور لصالحنا ويجب أن نرفع سقفنا لكي نرضي كل الفلسطينيين، والارتباط بالعمق العربي والإسلامي ونبض الشارع كذلك".
من جانبه أكد الدكتور رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية على أهمية إنهاء الانقسام مقترحا عدة خطوات أهمها : تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة في ملف المصالحة، وان يبادر الرئيس محمود عباس "أبو مازن" بدعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير .
وشدد مهنا على ضرورة بحث الخطوات الأساسية لتفعيل منظمة التحرير وصولا لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني. داعياً إلى حملة دعم شعبي وفصائلي لدعم الرئيس "أبو مازن" بهذه الخطوة ، وطالب مهنا السفارات الفلسطينية في الخارج أن تعمل بشكل جيد يتناسب مع الواقع الفلسطيني وبما يخدم المصلحة الوطنية.
بدوره أكد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على موقف حركته الرافض لمشروع الدولتين ، لافتا الانتباه إلى رفض حركة الجهاد لإحالة أي خلاف في الموقف السياسي إلى صراعات داخلية. وشدد البطش على ضرورة أن يكون هناك تحول في بنية السلطة إلى بنية دولة ومراجعة هياكلها بما يسمح أن تكون دولة سياسات ومؤسسات، بما يتناسب مع ترتيب أولويات العمل السياسي الفلسطيني.
وقال البطش : "الشكل المطلوب للدولة ليس حل الدولتين وإنما أن تستمر معركتنا مع المحتل من اجل اخذ الدولة، ويجب أن نعتبرها خطوة في الطريق ولكن دون أن نعترف بشرعية المحتل."
من جهته طالب طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني تحديد العلاقة بين السلطة والدولة العبرية، ورفض التنسيق الأمني، ورفض العودة إلى المفاوضات برعاية أمريكية والتوجه للمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة. داعياً إلى إعادة النظر في كافة الاتفاقيات الاقتصادية بما فيها باريس ومتابعة فتوى محكمة لاهاي حول الجدار والاستيطان، واستكمال مؤسسات دولة فلسطين
وفي ذات السياق أكد صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن هذا الانجاز في الأمم المتحدة يؤكد وجود خيارات أخرى غير المفاوضات موضحا أن هذا يتطلب إستراتيجية جديدة وفرض عزلة على إسرائيل .
وأضاف :"ما تحقق في غزة اثبت كم هي الحالة الفلسطينية بحاجة للوحدة، مطالبا بانهاء الانقسام وبناء وحدة وطنية صلبة".
من جهته شدد إبراهيم الزعانين ممثل عن جبهة التحرير العربية أن فلسطين كلها للفلسطينيين من البحر إلى النهر وان أي انجاز لصالح الشعب الفلسطيني نعتبره خطوة على هذا الطريق لتحرير فلسطين. وقال: إن قرار الأمم المتحدة نعتبره خطوة على هذا الطريق وليس نهاية المطاف، وانجاز من اجل ملاحقة الكيان الصهيوني والاشتباك معه في مؤسسات الأمم المتحدة."
وتوجه صلاح أبو ركبة ممثل الجبهة العربية الفلسطينية بالتحية إلى الرئيس أبو مازن ، مشيراً إلى التهديدات التي تعرض لها الرئيس عباس من اجل مواصلة الطريق في التوجه إلى الأمم المتحدة ، وما تبع ذلك من قرارات من قبل إسرائيل.
من جهته شدد محمود الزق ممثل جبهة النضال الشعبي على أهمية إنهاء الانقسام من اجل الاستفادة من هذا القرار، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاقات المصالحة. وقال:" الشعب الفلسطيني يتوق للمصالحة، والمطلوب فعل شعبي ضاغط لإنهاء هذا الانقسام".
وطالب الداعية الإسلامي الشيخ عماد حمتو بالانتقال من فكر إدارة السلطة إلى فكر إدارة الدولة وهو ما يجب العمل والتأسيس عليه ، وأعرب عن اسفه لفقدان منهج التشاور، وقال أن السياسي يعمل منفردا والمقاومة كذلك تعمل منفردة.
من جانبه اعتبر عدنان غريب ممثل جبهة التحرير الفلسطينية هذه المرحلة من أهم المراحل النضالية ، وقال: أول شيء يجب أن نبدأ به هو المصالحة ولكن ليس على أرضية الصراع على السلطة أو الخلاف بين تنظيمين بل على أرضية التوافق على برنامج موحد.
وأضاف بعد هذا الاعتراف لابد أن نعيد هيكلة النظام السياسي بما يتلاءم مع دولة ووضع دستور جديد، ولابد من تشكيل لجان مختصة لاستثمار وضع الدولة في المؤسسات الدولية
من جهته اعتبر يسري درويش ممثل "فدا" ، ما جرى من صمود وطني في العدوان الأخير على غزة وتلاحم من أهلنا في الضفة بأنه خلق لنا بصيص أمل بان الوحدة ستفرض على كل القوى السياسية. ودعا إلى الانضمام إلى المؤسسات الدولية من اجل جلب قادة الاحتلال لمحاكم الجنايات الدولية.
ومن جهته اكد الدكتور محمد ابو سعدة نائب رئيس الجامعة للشؤون الادارية والمالية، وعميد كلية القانون ان اسرائيل بلغة القانون يجب ان لا تكون بين الدول المتمدنة. وقال: "ان موضوع المصالحة واعادة بناء مؤسسات دولة فلسطين من مقتضيات تفعيل قرار الامم المتحدة".
واضاف ابو سعدة :"نعم وبالقانون يمكن منع تواصل الاستيطان، ومنع حجز ايرادات السلطة ووضع اسرائيل يدها على اموال الفلسطينيين". وأضاف: بعد اعلان الدولة بكل فخر واعتزاز نقول لقد مكننا نحن كقانونين لاستخدام القانون الدولي.
وفي ختام الندوة فتح المجال للطلاب لتقديم اراءهم وأسئلتهم للمشاركين في الندوة.